فصل: الآية (106)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 105

أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله‏}‏ قال‏:‏ هذا وعيد من الله عز وجل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن سلمة بن الأكوع ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ‏{‏فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سلمة بن الأكوع قال‏:‏ مر بجنازة فأثنى عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏وجبت‏.‏ ثم مر بجنازة أخرى فأثنى عليها، فقال‏:‏ وجبت‏.‏ فسئل عن ذلك فقال‏:‏ إن الملائكة شهداء الله في السماء وأنتم شهداء الله في الأرض، فما شهدتم عليه من شيء وجب، وذلك قول الله ‏{‏وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت‏:‏ ما احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم القراء الذين طعنوا على عثمان، فقالوا قولا لا نحسن مثله، وقرأوا قراءة لا نقرأ مثلها، وصلوا صلاة لا نصلي مثلها، فلما تذكرت إذن والله ما يقاربون عمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أعجبك حسن قول امرئ منهم ‏{‏وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون‏}‏ ولا يستخفنك أحد‏.‏

وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والحاكم والبيهقي في الشعب وابن أبي الدنيا في الإخلاص والضياء في المختارة عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لأخرج الله عمله للناس كائنا ما كان‏"‏ والله أعلم‏.‏

 الآية 106

أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله ‏{‏وآخرون مرجون لأمر الله‏}‏ قال‏:‏ هم الثلاثة الذين خلفوا‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏وآخرون مرجون‏}‏ قال‏:‏ هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، وكعب بن مالك، من الأوس والخزرج‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب‏.‏ أن أبا لبابة أشار إلى بني قريظة بأصبعه أنه الذبح، فقال‏:‏ خنت الله ورسوله‏.‏ فنزلت ‏(‏لا تخونوا الله والرسول‏)‏ ‏(‏الأنفال الآية 27‏)‏ ونزلت ‏{‏وآخرون مرجون لأمر الله‏}‏ فكان ممن تاب الله عليه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ‏{‏إما يعذبهم‏}‏ يقول‏:‏ يميتهم على معصية ‏{‏وإما يتوب عليهم‏}‏ فأرجا أمرهم ثم نسخها فقال ‏(‏وعلى الثلاثة الذين خلفوا‏)‏ ‏(‏التوبة الآية 118‏)‏‏.‏

 الآية 107

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا ضرارا‏}‏ قال‏:‏ هم أناس من الأنصار ابتنوا مسجدا فقال لهم أبو عامر‏:‏ ابنوا مسجدكم واستمدوا بما استطعتم من قوة وسلاح، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم فأتي بجنده من الروم فأخرج محمدا وأصحابه‏.‏ فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ قد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب أن تصلي فيه وتدعو بالبركة‏.‏ فأنزل الله ‏{‏لا تقم فيه أبدا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء خرج رجال من الأنصار منهم يخدج جد عبد الله بن حنيف، ووديعة بن حزام، ومجمع بن جارية الأنصاري، فبنوا مسجد النفاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدج ‏"‏ويلك يا يخدج‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ ما أردت إلى ما أرى‏؟‏ قال‏:‏ يا رسول الله، والله ما أردت إلا الحسنى - وهو كاذب - فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يعذره، فأنزل الله ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله‏}‏ يعني رجلا يقال له أبو عامر، كان محاربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد انطلق إلى هرقل وكانوا يرصدون إذا قدم أبو عامر أن يصلي فيه، وكان قد خرج من المدينة محاربا لله ولرسوله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال ‏"‏ذكر أن بني عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فيصلي في مسجدهم، فأتاهم فصلى فيه، فلما رأوا ذلك إخوتهم بنو غنم بن عوف حسدوهم، فقالوا‏:‏ نبني نحن أيضا مسجدا كما بنى إخواننا فنرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه، ولعل أبا عامر أن يمر بنا فيصلي فيه فبنوا مسجدا فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فيصلي في مسجدهم كما صلى في مسجد إخوتهم، فلما جاء الرسول قام ليأتيهم أو هم ليأتيهم، فأنزل الله ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا ضرارا‏}‏ إلى قوله ‏{‏لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم‏}‏ إلى آخر الآية‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا‏}‏ قال‏:‏ المنافقون‏.‏ وفي قوله ‏{‏وإرصادا لمن حارب الله ورسوله‏}‏ قال‏:‏ لأبي عامر الراهب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا ضرارا‏}‏ قال‏:‏ إن نبي الله صلى الله عليه وسلم بنى مسجدا بقباء فعارضه المنافقون بآخر، ثم بعثوا إليه ليصلي فيه فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك‏.‏

وأخرج ابن إسحق وابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم فقال‏:‏ مالك لعاصم، أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي، فدخل على أهله فأخذ سعفات من نار، ثم خرجوا يشتدون حتى دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وخرج أهله فتفرقوا عنه، فأنزل الله في شأن المسجد ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا‏}‏ إلى قوله ‏{‏عليم حكيم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن إسحق وابن مردويه عن أبي رهم كلثوم بن الحصين الغفاري - وكان من الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة - قال ‏"‏أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذي أوان بينه وبين المدينة ساعة من نهار وكان بنى مسجد الضرار، فأتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا‏:‏ يا رسول الله إنا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الشاتية والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه‏.‏ قال‏:‏ إني على جناح سفر، ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه، فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف، ومعن بن عدي، وأخاه عاصم بن عدي أحد بلعجلان، فقال‏:‏ انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فأهدماه وأحرقاه، فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف وهم هط مالك بن الدخشم، فقال مالك لمعن‏:‏ أنظرني حتى أخرج إليك‏.‏ فدخل إلى أهله، فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا، ثم خرج يشتدان وفيه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه، وفيهم نزل من القرآن ما نزل ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا‏}‏ إلى أخر القصة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا‏}‏ قال‏:‏ هم ناس من الأنصار، ابتنوا مسجدا قريبا من مسجد قباء، بلغنا أنه أول مسجد بني في الإسلام‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحق قال‏:‏ كان الذين بنوا مسجد الضرار اثني عشر رجلا‏.‏ جذام بن خالد بن عبيد بن زيد، وثعلبة بن حاطب، وهزال بن أمية، ومعتب بن قشير، وأبو حبيبة بن الأزعر، وعباد بن حنيف، وجارية بن عامر، وأبناء محمع، وزيد، ونبتل بن الحارث، ويخدج بن عثمان، ووديعة بن ثابت‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏والذين اتخذوا مسجدا ضرارا‏}‏ قال‏:‏ ضاروا أهل قباء ‏{‏وتفريقا بين المؤمنين‏}‏ قال‏:‏ فإن أهل قباء كانوا يصلون في مسجد قباء كلهم، فلما بني ذلك أقصر من مسجد قباء من كان يحضره وصلوا فيه ‏{‏وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى‏}‏ فحلفوا ما أرداوا به إلا الخير‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه‏}‏‏.‏

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ اختلف رجلان رجل من بني خدرة، وفي لفظ‏:‏ تماريت أنا ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى‏.‏ فقال الخدري‏:‏ هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقال العمري‏:‏ هو مسجد قباء‏.‏ فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك فقال ‏"‏هو هذا المسجد، لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال‏:‏ في ذلك خير كثير، يعني مسجد قباء‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والزبير بن بكار في أخبار المدينة وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم في الكنى وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏ اختلف رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى‏.‏ فقال أحدهما‏:‏ هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقال الآخر‏:‏ هو مسجد قباء‏.‏ فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه فقال ‏"‏هو مسجدي هذا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب والضياء في المختارة عن أبي بن كعب قال‏:‏ سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال ‏"‏هو مسجدي هذا‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني والضياء المقدسي في المختارة عن زيد بن ثابت ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال ‏"‏هو مسجدي هذا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه والطبراني من طريق عروة عن زيد بن ثابت قال‏:‏ المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال عروة‏:‏ مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير منه، إنما أنزلت في مسجد قباء‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عمر قال‏:‏ المسجد الذي أسس على التقوى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ المسجد الذي أسس على التقوى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج الزبير بن بكار وابن جرير وابن المنذر من طريق عثمان بن عبيد الله عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت قالوا‏:‏ المسجد الذي أسس على التقوى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب قال المسجد الذي أسس على التقوى مسجد المدينة الأعظم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ‏{‏لمسجد أسس على التقوى‏}‏ يعني مسجد قباء‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله ‏{‏لمسجد أسس على التقوى‏}‏ قال‏:‏ هو مسجد قباء‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم وصححه وابن ماجة عن أسيد بن ظهيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏صلاة في مسجدة قباء كعمرة‏"‏ قال الترمذي‏:‏ لا نعرف لأسيد بن ظهيرة شيء يصح غير هذا الحديث‏.‏

وأخرج ابن سعد عن ظهير بن رافع الحارثي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ من صلى في قباء يوم الإثنين والخميس انقلب بأجرة عمرة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن عمر قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الإختلاف إلى قباء راكبا وماشيا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة عن سهل بن حنيف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏من خرج حتى يأتي هذا المسجد - مسجد قباء - فيصلي فيه كان كعدل عمرة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين‏.‏ أنه كان يرى كل مسجد بني بالمدينة أسس على التقوى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عمار الذهبي قال‏:‏ دخلت مسجد قباء أصلي فيه فأبصرني أبو سلمة فقال‏:‏ أحببت أن تصلي في مسجد أسس على التقوى من أول يوم‏.‏ فأخبرني أن ما بين الصومعة إلى القبلة زيادة زادها عثمان‏.‏

 الآية 108

أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏نزلت هذه الآية في أهل قباء ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏ قال‏:‏ كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه الآية‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ لما أنزلت هذه الآية ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة قال ‏"‏ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم‏؟‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل فرجه، أو قال‏:‏ مقعدته‏.‏ فقال النبي‏:‏ هو هذا‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وابن خزيمة والطبراني والحاكم وابن مردويه عن عويم بن ساعدة الأنصاري ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال‏:‏ إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم، فما هذا الطهور الذي تطهرون به‏؟‏ قالوا‏:‏ والله يا رسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الجارود في المنتقي والدارقطني والحاكم وابن مردويه وابن عساكر عن طلحة بن نافع قال‏:‏ حدثني أبو أيوب، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك رضي الله عنهم، أن هذه الآية لما نزلت ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة قال‏:‏ فهل مع ذلك غيره‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، غير أن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحب أن يستنجي بالماء‏.‏ قال‏:‏ هو ذاك فعليكموه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مجمع بن يعقوب بن مجمع ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعويم بن ساعدة‏:‏ ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم‏؟‏ فقالوا‏:‏ نغسل الأدبار‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه وابن جرير والبغوي في معجمه والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن محمد بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال‏:‏ لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الذي أسس على التقوى فقال ‏"‏إن الله قد أثنى عليكم في الطهور خيرا أفلا تخبروني‏؟‏ يعني قوله ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين‏}‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله إنا لنجد مكتوبا في التوراة الاستنجاء بالماء، ونحن نفعله اليوم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء‏"‏ما هذا الثناء الذي أثنى الله عليكم‏؟‏ قالوا‏:‏ ما منا أحد إلا وهو يستنجي بالماء من الخلاء‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه أن هذه الآية نزلت في أهل قباء ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه والطبراني عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء ‏"‏ما هذا الطهور الذي خصصتم به في هذه الآية ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ما منا أحد يخرج من الغائط إلا غسل مقعدته‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال ‏"‏سأل النبي صلى الله عليه وسلم أهل قباء فقال‏:‏ إن الله قد أثنى عليكم فقالوا‏:‏ إنا نستنجي بالماء‏.‏ فقال‏:‏ إنكم قد أثنى عليكم فدوموا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عطاء قال‏:‏ أحدث قوم الوضوء بالماء من أهل قباء، فأنزلت فيهم ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن خزيمة بن ثابت قال‏:‏ كان رجال منا إذا خرجوا من الغائط يغسلون أثر الغائط، فنزلت فيهم هذه الآية ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله، من هؤلاء الذي قال الله فيهم ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين‏؟‏ قال‏:‏ كانوا يستنجون بالماء، وكانوا لا ينامون الليل كله وهم على الجنابة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عروة بن الزبير أن عويم بن ساعدة قال‏:‏ يا رسول الله من الذين قال الله فيهم رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين‏}‏‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏نعم القوم منهم عويم بن ساعدة، ولم يبلغنا أنه سمى رجلا غير عويم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من الأنصار ‏"‏إن الله قد أثنى عليكم في الطهور فما طهوركم‏؟‏ قالوا‏:‏ نستنجي بالماء من البول والغائط‏:‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في هذه الآية ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال ‏"‏سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طهورهم الذي أثنى الله به عليهم‏.‏ قالوا‏:‏ كنا نستنجي بالماء في الجاهلية، فلما جاء الله بالإسلام لم ندعه‏.‏ قال‏:‏ فلا تدعوه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق يعقوب بن مجمع عن عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏أن هذه الآية نزلت في أهل قباء ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏ وكانوا يغسلون أدبارهم بالماء‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد من طريق موسى بن يعقوب عن السري بن عبد الرحمن عن عباد بن حمزة‏.‏ أنه سمع جابر بن عبد الله يخبر‏:‏ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏نعم العبد من عباد الله والرجل من أهل الجنة عويم بن ساعدة‏.‏ قال موسى‏:‏ وبلغني أنه لما نزلت ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين‏}‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ منهم عويم أول من غسل مقعدته بالماء فيما بلغني‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال‏:‏ بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل الخلاء إلا توضأ أو مس ماء‏.‏

وأخرج عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه‏.‏ إن هذه الآية نزلت في أهل قباء، كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض الأنصار‏:‏ ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم ‏{‏فيه رجال يحبون أن يتطهروا‏}‏‏؟‏ قالوا‏:‏ نستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط‏"‏‏.‏